الأستاذ محمد كوكطاش: لا تهدئة ولا سلام ما دام الاحتلال في غزة

يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن التهدئة بين إيران والاحتلال لا تعني نهاية المعركة، فغزة ما زالت تنزف والعدو ما زال يرتكب جرائمه، ويحمّل الدول الإسلامية مسؤولية التخلي عن واجبها، متسائلًا بمرارة ووضوح وماذا عن غزة؟
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
رغم ما يُتداول من أنباء حول تهدئة أُبرمت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، فإن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها تبقى ماثلة أمام الجميع: ما لم يرحل السفاح الصهيوني عن غزة، فلن تنتهي الحرب، ولن تُطوى الصفحة.
بل إن مجرد الانسحاب لا يكفي، فثمة أثمان لا بد أن تُدفع، عن الدماء التي سُفكت، والبيوت التي تحولت إلى أنقاض، والأحياء التي أُبيدت عن بكرة أبيها.
هذا هو جوهر القضية، وهذا ما لن تتنازل عنه الأمة الإسلامية، لأن ما جرى في غزة ليس معركة عابرة، بل جرح مفتوح في جسد الأمة، لا يندمل إلا بزوال الظلم وزوال أصحابه.
الحديث عن تهدئة بين إيران والاحتلال الصهيوني، وعن توقف واشنطن وطهران عن التصعيد، يبدو ـ من حيث الشكل ـ تطورًا إيجابيًا يحدّ من احتمالات الانفجار الإقليمي.
لكن، أين موقع غزة من هذه التهدئة؟
ألم تكن غزة هي السبب المعلن لهذا التصعيد؟
ألم تكن الهجمات ضد إيران، والمواقف المتشنجة من الغرب، بسبب دعمها للمقاومة الفلسطينية؟
فهل تصبح غزة فجأة خارج المعادلة، وكأنها لم تكن أصل الحكاية؟
حين استهدفت إدارة ترامب إيران، ساد اعتقاد واسع لدى بعض الأطراف بأن النظام الإيراني سيتداعى سريعًا، وأن التفكك قادم لا محالة.
وكان هؤلاء لا يقتصرون على دوائر القرار في واشنطن وتل أبيب، بل امتدت أحلامهم إلى من يدورون في فلكهم من مروجين ومصفقين.
غير أن المشهد انقلب رأسًا على عقب، فإيران لم تتفكك، بل توحدت، واندفع أبناؤها من الخارج إلى الداخل، وظهر ما يشبه الإجماع الوطني في وجه الهجوم.
اليوم، ونحن أمام ما يبدو أنه وقف متبادل لإطلاق النار، لا يسعنا إلا أن نطرح السؤال الأهم: هل ستُترك غزة لمصيرها؟
هل سيُسمح للاحتلال أن يواصل جرائمه، بينما تنشغل الدول الكبرى والإقليمية بترتيب أوضاعها على أنقاض الضحايا؟
أليس من غير المنصف أن يُطلب من إيران الاستمرار وحدها في دفع الأثمان، بعد ما خسرته من قادة وخبراء ومنشآت؟
ثم ألا يثير العجب أن يتهمها البعض ـ بلا حياء ـ بأنها تُمثل وتُناور وتخادع، بينما هم أنفسهم لا يملكون من الجرأة ما يسمح لهم بإطلاق رصاصة واحدة في وجه العدو؟
إذا كان تحرير غزة هو الهدف، فلتتقدّم الدول الأخرى لتحمل مسؤولياتها.
ليت تلك الأنظمة التي تنفق التريليونات على صفقات السلاح وعلى دعم الحروب العبثية، تخصص القليل فقط لأجل غزة.
ليتها ـ ولو مرة ـ ترفع راية فلسطين لا للتصوير والمزايدة، بل للقتال والدفاع.
لقد سئمنا من تتبع ما يصفه البعض بـ"صواريخ الاستعراض"، نريد أن نرى فعلًا حقيقيًا، نريد أن نرى صواريخ تُطلق من حدود فلسطين، لا من آلاف الكيلومترات، تصيب العدو في عمقه، وتعيد التوازن إلى معادلة فقدت معناها منذ زمن.
نعم، ربما تم التوصل إلى تهدئة بين إيران والاحتلال، لكن غزة ما زالت تحترق، وما زال الدم يسيل، وما زال السؤال معلقًا في ضمير الأمة:
وماذا عن غزة؟
وماذا عن غزة؟
والسلام لمن اختار طريق الكرامة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد أشين أن الهجوم الأمريكي على إيران يمثل تحولًا خطيرًا في مسار الصراع، إذ يسعى لفرض الاستسلام الكامل على طهران، مشددًا على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الغطرسة الغربية والصهيونية.
يسلط الأستاذ محمد كونول الضوء على ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع البرنامج النووي الإسرائيلي مقارنة بإيران، ويبيّن كيف يخفي الاحتلال خسائره ويزيف الأرقام في ظل تصاعد الغضب العالمي تجاه جرائمه المستمرة، ويؤكد أن سقوط الطغاة محتوم وأن العدالة الإلهية لا بد أن تتحقق في نهاية المطاف.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش بقوة أن العدوان الأمريكي على إيران لن يؤمّن الكيان الصهيوني بل سيعجّل بزواله، وأن ترامب بتصرفاته يخدم نهايته ونهاية مشروع الهيمنة الصهيونية في المنطقة، ويشدّد على أن شعوب العالم باتت أقرب من أي وقت لمشاهدة لحظة سقوط هذا الكيان الغاصب.